قطاع غزة – المكتب الإعلامي فرع غزة

نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء أمس السبت على أرض السرايا بمدينة غزة حفل تخريج لمخيمات ” طلائع العودة” و”كلنا مقاومة” بمشاركة حوالي ألف من رفيقاتها ورفاقها الخريجين من الطلائع والشباب، بحضور جماهيري حاشد، تقدمهم قيادات العمل الوطني والإسلامي، وشخصيات مجتمعية، وقيادات وكوادر وأعضاء وكادرات الجبهة ومقاتلين من جناحها العسكري كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى.. ويأتي حفل التخريج على شرف الذكرى السنوية الرابعة عشر لرحيل قمر الشهداء ” أبو علي مصطفى”، وتأكيداً على الثوابت وحق العودة، والوحدة الوطنية، ودعماً لصمود شعبنا.

وقد تزينت أرض السرايا بأعلام فلسطين، ورايات الجبهة، وصور قادة وشهداء الجبهة، وقد رحب كل من الرفيقة صبا المجدلاوي والرفيق أحمد السلطان بالحضور، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.

وقد بدأ الحفل بمارش عسكري لطلائع العودة، والرفاق في كلنا مقاومة دخل إلى أرض السرايا.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر رحب فيها بالحضور، معرباً عن فخر واعتزاز الجبهة تخريج كوكبة من الرفاق المقاتلين المثقفين والشباب اليانعين، لافتاً أن هدف المخيم هو حصد ثمار ما غرسته الجبهة خلال عشرون يوماً لعدد من رفاقها من قيم ومعاني التضحية والانتماء والعطاء للوطن.

وأوضح مزهر بأن هذه المخيمات حملت اسم ” مخيمات طلائع العودة”، تأكيداً من الجبهة على هذا الحق التاريخي لشعبنا الذي لا يسقط بالتقادم، مشدداً على أن هذا الحق سبقى حقاً استراتيجياً سنسعى ونربي أجيالنا علي تحقيقه باعتباره محور رئيسي من محاور الصراع وبوابة لاستعادة حقوقنا مهما طال الزمن أو قصر.

وأشاد مزهر بالرفاق المتخرجين، مشيراً أنهم كانوا مثار فخر واعتزاز، لمسنا فيهم روح الالتزام والإصرار، موجهاً شكره واعتزازه بكل من أشرف وساهم في إنجاح هذه المخيمات خاصاً بالذكر، رفاقنا في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى الذين وضعوا إمكانياتهم وخبراتهم العسكرية ومدربيهم في خدمة هذه المخيمات، والرفاق في اللجنة العليا للإشراف على المخيمات والتي قامت بإعداد برنامجه واختيار طواقم المدربين، والمشرفين.

وأكد مزهر أن الجبهة الشعبية أعادت الاعتبار لاقامة هذه المخيمات،  انطلاقاً من تجربتها الرائدة في هذا المجال والذي خّرج المقاتلين الجبهاويين المثقفين والثوريين، وتأكيداً على أن هذه المخيمات تمثّل رافداً أساسياً لبناء الشخصية الوطنية وغرساً مهماً لروح الهوية الوطنية لدى شبابنا…

وقال مزهر: ” لقد آمنت الجبهة ولا زالت بأن الشباب يمثلون ذخيرة ومصدر قوة المجتمع الفلسطيني.. ولذلك أولت الجبهة اهتماماً بالغاً بهذه المخيمات، التي لم تقتصر على عملية التدريب والتثوير والتثقيف على الجانب العسكري فحسب، بل شملت جوانب عدة أهمها الجانب الفكري، والسياسي، والإداري بمختلف مستوياتها، كان هدفها تعزيز الانتماء للوطن وللهوية الوطنية وتعليمهم فنون الدفاع عن النفس، ومهارات استخدام السلاح، والاهداف الاستراتيجية للجبهة ومقاومتها للاحتلال من جانب، ومن جانب آخر تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الإدارية والشخصية، وتعزيز القدرات الذاتية، والتخطيط الاستراتيجي، وتشجيع روح المبادرة والاعتماد على النفس، وخلق قيادات شابة، وزيادة وعيهم الوطني، وتشجيع روح العمل التطوعي في داخلهم، وتحصينهم من الأفكار الهدامة والانهزامية، وتأهيلهم فكرياً وبدنياً”.

وأشار مزهر بأن أبرز ما تم استخلاصه من هذه المخيمات، هو  روح الحماسة والإصرار والعزيمة التي  لمسها داخل نفوس الشباب، وإصرارهم على مواصلة درب الثورة والنضال وصولاً لتحرير كل فلسطين، والرغبة في التعلم واكتساب المهارات”.

كما استعرض مزهر في كلمته الموضوع السياسي، والظروف المعيشية الصعبة التي يعانها من شعبنا في الوطن والشتات.

وفي ختام كلمته، جدد مزهر التهنئة للرفاق المنتسبين بمخيمات طلائع العودة، وكلنا مقاومة، مؤكداً ثقته أنهم سيستفيدوا من هذه التجربة في الانخراط في تنفيذ رؤيتنا التقدمية الديمقراطية، والدفاع عن هويتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، عن أبناء شعبنا، واصفاً إياهم بأنهم حملة الأمانة ومفتاح العودة وجيل التحري، داعياً إياهم بعدم ترك البندقية، وألا يحرفوا بوصلتهم، وألا يرحموا عدوهم، ولا يساوموا ولا يصالحوا، ولا حياد في الصراع مع هذا العدو، وأن يكونوا رحماء بأبناء شعبنا، والتمسك بقيم ومبادئ وثوابت شعبنا.

من جانبه، ألقى الرفيق عمر الشياح من ” كلنا مقاومة” كلمة المتخرجين، استهلها بالترحيب بجموع الجماهير التي حضرت اليوم حفل التخريج، مؤكداً أن المخيمات زرعت فيهم فكراً وثورة، وبنت عقولهم، ونمت قوتهم، وحملوا على اثرها فكراَ متيناً لا يتزحزح، فلا الحرب ترهبهم ولا القتل يثنيهم.

وأضاف الرفيق الشياح أن هذا المخيم سيكون المعول الأساسي في مسيرة التحرير، وأصحاب الخطى الثابتة نحو العودة لبلادنا كل بلادنا، من نهرها إلى بحرها.

وقال الرفيق: ” باسم كل الخريجين نقول، معلمنا أبوعلي مصطفى لم يمت، فهو حي فينا، في وجداننا، في ثورتنا، في مقاومتنا، ترحل الأجساد لا الفكرة.. اليوم كلنا أبوعلي مصطفى.. كلنا مقاومة”.

وأعرب الرفيق عن افتخاره بأنه تدرب على أيدي مقاتلين لقنوا الدروس تلو الدروس للعدو الصهيوني، ولم يفكوا للعدو حبل مشنقة.

ووجه الرفيق الشياح رسالة لقيادة الجبهة الشعبية قال فيها : ” رفاقنا امضوا بنا فنحن خلفكم ومعكم نخوض غمار الثورة والنضال، امضوا بنا فلو خضتم عباب البحر، لخضناه معكم، امضوا بنا نحو التحرير والعودة، فنحن جندكم الذي لا يلين”.

كما وجه رسالة للرفيق أبو غسان قائلاً: ” حريتك قريبة رفيقنا.. لا الحدود تمنعنا ولا الحواجز توقفنا ولا الموانع تثنينا عن تحريرك وفك أسرك رفيقنا ومعلمنا أبو غسان، اليوم نحن كلنا سعدات.. كلنا مقاومة.. كلنا ثورة.. حتى التحرير والعودة.. فسجنك زائل.. والاحتلال فاني.. والحرية لشعبنا آتية لا محالة”.

وفي الختام شكر الرفيق الشياح كل من ساهم وتعب ودرب وسهر ليتوج هذا الإنجاز بتخريج كوكبة من الرفاق.

وقد تخلل حفل التخريج عروض ومناورات عسكرية، اشتملت على مهارات في قتال الشوارع والدفاع عن النفس، واقتحام وتفجير مواقع عسكرية صهيونية، وتفجير مجسم لطائرة صهيونية تأكيداً على المقاومة، والعهد للرفيق وديع ولشهداء الجبهة بأن الجبهة ما زالت على العهد، وأنها ممسكة بجذوة المقاومة.

النص الكامل لكلمة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في غزة جميل مزهر في حفل التخرج:

ممثلو القوى الوطنية والإسلامية والمجتمعية ،،،

الأخوات والأخوة.. الرفيقات والرفاق ،،،

منتسبو مخيمات طلائع العودة ،،،،

الحضور الكريم كلٌ باسمه ولقبه ،،

أهلاً ومرحباً بكم على أرض السرايا بمدينة غزة .. لتشهدوا معنا حفل تخريج مخيمات طلائع العودة والذي يتواكب مع الذكرى السنوية الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، والذكرى الرابعة عشر لاستشهاد القائد قمر الشهداء أبوعلي مصطفى..

يسعدني أن أتحدث إليكم في حفل تخريج كوكبة من الرفيقات والرفاق المقاتلين المثقفين والشباب اليانعين، هذه المخيمات التي تحمل اسم ” مخيمات طلائع العودة” تأكيداً منا على هذا الحق التاريخي لشعبنا الذي لا يسقط بالتقادم، وسيبقى حقاً استراتيجياً سنسعى ونربي أجيالنا علي تحقيقه باعتباره محوراً رئيسياً من محاور الصراع وبوابة لاستعادة حقوقنا مهما طال الزمن أو قصر.. جئنا اليوم لنحصد ثمار ما غرسناه لمدة عشرون يوماً للرفاق من قيم ومعاني التضحية والانتماء والعطاء للوطن.

الحضور الكرام…

رفيقاتي.. رفاقي

أتقدم باسمي وباسم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات والمكتب السياسي واللجنة المركزية بخالص التهنئة بمناسبة تخرجكم من هذا المخيم… والذي نأمل أن يكون محطة وتجربة غنية تستفيدون منها في حياتكم العملية.. لقد كنتم رفاقي بالفعل مثار فخر واعتزاز.. ولمسنا فيكم روح الالتزام والإصرار…وفي هذا الإطار نستغل هذه المناسبة لتوجيه الشكر والاعتزاز لكل من أشرف وساهم في إنجاح هذه المخيمات وأخص بالذكر رفاقنا في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى الذين وضعوا إمكانياتهم وخبراتهم العسكرية ومدربيهم في خدمة هذه المخيمات.. كما أتوجه بالشكر إلى اللجنة العليا للإشراف على المخيمات والتي قامت بإعداد برنامجه واختيار طواقم المدربين، والمشرفين،   لقد حملتم جميعاً ارث جبهتنا الرائدة على كافة المستويات ..

الحضور الكرام،،،

لقد أعادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاعتبار لإقامة هذه المخيمات، انطلاقاً  من تجربتها الرائدة في هذا المجال والذي خّرج المقاتلين الجبهاويين المثقفين والثوريين، وتأكيداً على أن هذه المخيمات تمثّل رافداً أساسياً لبناء الشخصية الوطنية وغرساً مهماً لروح الهوية الوطنية لدى شبابنا…

لقد آمنت الجبهة ولا زالت بأن الشباب يمثلون ذخيرة ومصدر قوة المجتمع الفلسطيني.. ولذلك أولت الجبهة اهتماماً بالغاً بهذه المخيمات، التي لم تقتصر على عملية التدريب والتثوير والتثقيف على الجانب العسكري فحسب، بل شملت جوانب عدة أهمها الجانب الفكري، والسياسي، والإداري، كان هدفها تعزيز الانتماء للوطن وللهوية الوطنية وتعليمهم فنون الدفاع عن النفس، ومهارات استخدام السلاح، والاهداف الاستراتيجية للجبهة ومقاومتها للاحتلال من جانب، ومن جانب آخر تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الإدارية والشخصية، وتعزيز القدرات الذاتية، والتخطيط الاستراتيجي، وتشجيع روح المبادرة والاعتماد على النفس، وخلق قيادات شابة، وزيادة وعيهم الوطني، وتشجيع روح العمل التطوعي في داخلهم، وتحصينهم من الأفكار الهدامة والانهزامية، وتأهيلهم فكرياً وبدنياً، وأبرز ما استخلصناه من هذه المخيمات، أننا وجدنا داخل هؤلاء الشباب الحماسة والإصرار والعزيمة على مواصلة درب الثورة والنضال وصولاً لتحرير كل فلسطين، والرغبة في التعلم وإكتساب المهارات.

السيدات والسادة الحضور الكريم

تتعاظم التحديات على مختلف الصعد.. وتزداد وتتفاقم التهديدات على مختلف الأوجه من الاحتلال الصهيوني، في ظل حالة ضعف وانقسام واقتتال  وتجاذبات في الواقع العربي وفي ظل تفاقم معاناة شعبنا جراء استمرار الاحتلال الصهيوني في عدوانه الشامل على أبناء شعبنا.. في ظل استمرار الانقسام والحالة المأساوية التي وصل إليها أبناء شعبنا سواء في غزة المحاصرة والتي تعاني من تداعيات ثلاث حروب خلفت تدميراً واسعاً في البنية التحتية، وظروفاً اجتماعية لا يمكن احتمالها. وفي ظل استمرار العدوان بمختلف صوره من تهويد واعتقالات ومصادرة أراضي أهلنا في القدس والضفة.. ومخيماتنا في الشتات خاصة في لبنان وسوريا ليست بأفضل حال مما يجري في داخل الأراضي الفلسطينية، ويتزامن مع ذلك اتخاذ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين إجراءات وقرارات خطيرة ما زالت تداعياتها مستمرة والتي تستهدف تصفية قضية اللاجئين للأبد خدمة للأهداف الصهيونية.

يأتي كل ذلك في ظل المحاولات المحمومة للاحتلال الصهيوني وحلفائه من الغرب للقضاء على المقاومة المسلحة وكل أشكال المقاومة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني والتي كفلتها مبادئ القانون الدولي، إما من خلال محاولة تحييد غزة عبر توقيع اتفاق هدنة طويلة الأمد، أومن خلال  العودة مرة أخرى إلى دهاليز المفاوضات والتسوية العقيمة التي دفعنا نتيجتها ثمناً غالياً، وفي ظل انقضاض القيادة الفلسطينية المتنفذة على قرارات الاجماع الوطني، والايغال في التفرد بالقرار، وتجاوز القرارات التي تم التوافق عليها وطنياً والهادفة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وانهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، وفي ظل ممارسات السلطة وملاحقة المقاومة واستمرار التنسيق الأمني.

حيث تفاجئنا بمحاولة هذه القيادة القيام بخطوة عقد جلسة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني، وفي حال تعذر ذلك، عقد جلسة طارئة لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية. والجميع يعرف جيداً أسبابها وأهدافها وتداعياتها. وهي محاولة هذه القيادة تفصيل قيادة جديدة داخل اللجنة التنفيذية على مقاسها الخاص، دون وعي أبعاد وتداعيات هذه الخطوة على المصالحة الوطنية، وترتيب البيت الفلسطيني. لماذا في هذا التوقيت؟ لقد ناضلت وطالبت الجبهة وغيرها من الفصائل منذ سنوات عدة بضرورة عقد اجتماع المجلس الوطني، ارتباطاً بالعديد من التطورات الخطيرة التي شهدتها القضية الوطنية الفلسطينية ، فلم يلقى هذا الموضوع صدى من القيادة المتنفذة، أم أن المناكفة والخصومة مع أحد أعضاء التنفيذية الذي كان موالياً ويشكّل غطاءً للسياسات الكارثية أصبحت مبرراً لعقد جلسة للمجلس الوطني؟؟؟!! هل هذا منطقي؟ وأليس هذا  استخفافاً بشعبنا واستهانة بقواه الوطنية والإسلامية!!!

نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى الملأ نؤكد بأن سياسة التفرد والهيمنة، وتغييب المؤسسة الوطنية الجامعة لن يقود إلى بر الأمان، بل سيعمق الأزمة ويكرس الانقسام المدمر، ونرى أن هذه الخطوة تفتح الباب واسعاً أمام تداعيات خطيرة لا يستطيع أحد أن يتحكم بنتائجها السلبية والضارة على إنجاز المصالحة، ومجمل المشروع الوطني.

 إنني وباسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلن أمامكم وأمام شعبنا أننا سنكون عند حسن ثقة الجماهير، وسنتخذ ما من شأنه مواجهة هذه القرارات المتفردة والخاطئة، ونؤكد مرة أخرى على موقفنا والذي نعتبره الحل العملي والمخرج من هذه الأزمة، والذي جرى التوافق عليه وطنياً، وتبقى مسألة تنفيذه مهمة تقع على عاتق القيادة المتنفذة التي قامت بتعطيله حتى الآن. ونأمل التعاطي معه كنداء عاجل منا لحل هذه الأزمة، ويتخلص هذا النداء بمطالبة الرئيس محمود عباس بالدعوة لعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في غضون شهر، من أجل تنفيذ استحقاقات اتفاق القاهرة، وإنجاز المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني وإجراء مراجعة سياسية شاملة لمسيرة التجربة الفلسطينية عامة، على أن يأخذ هذا الموضوع مدة لا تتجاوز ستة شهور، عبر المحافظة على انتظام اجتماعات هذا الإطار شهرياً لمتابعة الشأن الفلسطيني العام، وصولاً إلى إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، حيثما أمكن ذلك، وبالتوافق عندما يتعذر ذلك. وتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة الشراكة الوطنية، لتكون بمثابة حكومة إنقاذ وطني.  وعلى الرئيس الفلسطيني عدم إضاعة هذه الفرصة، فالوقت من دم والأمور إن طالت لن تكون في صالح أحد،  كذلك ندعو حركة حماس أن تعلي المصلحة الوطنية العليا وتعكس جدية في تنفيذ اتفاق القاهرة حتى نخرج من هذا النفق المظلم.

كما ندعو الأشقاء في مصر العروبة والكنانة لاحتضان اجتماع الإطار القيادي المؤقت، كما كانت دوماً مصر الحصن المنيع، والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية، والراعي والداعم لجهود المصالحة.

الحضور الكرام،،،

معاناة أهلنا في القطاع، مستمرة، ولم تتوقف عند استمرار الانقسام والحصار وتوقف عجلة الإعمار، فالأوضاع الكارثية المعيشية وصلت إلى حالة صعبة جداً، فمشكلة الكهرباء والخريجين والفقر والبطالة ما زالت مستمرة، وكل يوم تخرج علينا أزمة جديدة تفاقم من المشكلة، وتزيد الحياة تعقيداً على الأهالي، الذين ما زالوا يدفعون فاتورة الإرهاب الصهيوني، واستمرار الانقسام، والسياسات الظالمة بحقهم”.

وهنا أوجه صرخة إلى الجهات المسئولة عن هذا الواقع، ارحموا شعبكم.. وعززوا من صموده، ولا تقتلوا روح المقاومة والانتماء لهذا الوطن، فهل سيستطيع المواطن الفقير أن يفكر بالوطن والتضحيات وهو جائع، ومنتهكة حقوقه وكرامته؟!! أؤكد لكم بأن إرادة شعبنا هي التي ستنتصر وستأخذ المبادرة من الجميع، فشعبنا كعادته إن تعرض للظلم والمعاناة فإنه يثور كالبركان ويقذف بحممه ليصيب كل المسئولين عن هذه الحالة.

ثماني سنوات من الانقسام المدمر والحصار الخانق.. ثماني سنوات تجمّدت وتحطمت فيها آمال وطموحات وأحلام جيل بأكمله من الشباب الذي ضاق ذرعاً بلا أفق للحياة ولا فرص عمل وأصبح يبحث عن الانتحار والموت عبر البحار. وهنا أتوجه بالسؤال للأخ الرئيس أبو مازن في المقاطعة برام الله.. وللأخ خالد مشعل في قطر كم من البشر والشباب سنفقد حتى تعودوا إلى جادة الصواب.. والعمل بشكل سريع لطي صفحة الانقسام والبحث الجدي عن حلول خلاقة وإبداعية للمشكلات والأزمات والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.

هذا الواقع المجافي، يستدعي من جماهير شعبنا التحرك لانتزاع حقهم، فالدفاع عن الحقوق، لا يمكن أن يتحقق دون فهم أعمق لطبيعة المشكلة، والمتسببين فيها، وأن الصمت والبكاء على الأطلال والاستسلام للواقع لن يستطيع أن يخفف من معاناة المواطنين، بل الحل بالضغط على أصحاب القرار، لانتزاع الحقوق انتزاعاً.

الحضور الكرام،،،

رفاقنا الخريجين،،،

في ختام كلمتي، نجدد التهنئة مرة أخرى لكل الرفاق المنتسبين لمخيمات طلائع العودة، وكلنا مقاومة، ونحن على قناعة أنكم ستستفيدون من  هذه التجربة على درب الشهداء والقادة في الانخراط في تنفيذ رؤيتنا التقدمية الديمقراطية، والدفاع عن هويتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، عن أبناء شعبنا، فوطنكم الذي يعاني من تدنيس الاحتلال الصهيوني له، ومن استمرار السياسات الخاطئة بأمس الحاجة لكم.. بسواعدكم نبني هذا الوطن..ونواصل نضالنا لطرد هذا الاحتلال العنصري عن أرضنا. أيها النسور.. يا أحفاد الحكيم وأبوعلي ..يا رجال سعدات ووديع وجيفارا وغسان. أنتم حملة الأمانة ومفتاح العودة .. أنتم جيل التحرير.لا تتركوا بندقيتكم ولا تحرفوا بوصلتكم.. لا ترحموا العدو ولا تساوموا  على حقوق شعبكم.  لا حياد في الصراع… كونوا رحماء بأبناء شعبكم.. فهو بحاجة لكم وينتظروا منكم الكثير.. تمسكوا بالقيم والمبادئ وبالمقاومة كمنهج وبالفكر والثقافة كوسيلة .. نحملكم وصية التمسك بخيار المقاومة والكفاح الوطني كخيار استراتيجي وبحقوقنا الوطنية الثابتة كاملة.

وفي المناسبة أتوجه بخاص التحية والفخر والاعتزاز لأسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني ومنهم القائد الملهم أحمد سعدات والرفيقة المناضلة خالدة جرار، والأسرى الإداريين ومنهم الرفاق الذين يخوضون معركة الإضراب عن الطعام في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري. كما أتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في القدس والـ48 والضفة ومخيمات الشتات خاصة في لبنان وسوريا.

عاشت تضحيات شعبنا.. عاشت المقاومة عاشت فلسطين حرة عربية.. المجد والخلود للشهداء.. وإننا حتماً لمنتصرون