تحميل كتاب ” رجل في عين العاصفة “
في عين العاصفة / وليد عبد الرحيم
. كتاب ” في عين العاصفة ” عن الشهيد أبو علي مصطفى كان كتاباً مضنياً بالنسبة لي، و قد تعذبت في إنجازه أكثر من أي عمل أدبي آخر في حياتي على الإطلاق، وأنا أتهمه بالتسبب في ارتفاع ضغط الدم المستمر.
في مخيم اليرموك الحبيب ، بدأنا بأرشفة المواد أنا و الدكتور محمد أبو ناموس و جواد عقل” رئيس تحرير الهدف ” منذ بُعيد اغتياله، وكان الداعم الأول للمشروع هو القائد أبو أحمد فؤاد – سأتملقه لأول مرة- فهو الرجل المحبب اجتماعيا و سياسياً و أخلاقياً لدى جميع الفلسطينيين ، و الذي هو اليوم نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، وقد بارك الكتاب و رعاه منذ نشوئه كفكرة.
بارك رجلُ فلسطين و العرب العظيم الحكيم جورج حبش الكتاب، و كذلك العديدون من القادة اليساريين ….
انقضت عشرُ سنوات حتى صدر” في عين العاصفة”، ليس بسبب خلافات بقدر ما هي تباينات و نقاشات و آراء بعضها مهم و الآخر من غير داع، وهذا يمثل رداً على سؤال تأخره لتلك السنوات العشر ، فقد تم تعديله خلالها و مراجعته لمرات عدة، و كنت بصراحة متململاً غير راض عن ذلك، خاصة بعد انسحاب زوجته اللطيفة السيدة أم هاني رفيقة درب أبي علي من المشاركة في الكتاب لاعتبارات شخصية ، و كذلك عدم قدرة الحكيم لأسباب صحية كتابة مقدمته، فقد كان جورج حبش في الأردن و قد تملكته أوجاع السنين و المرض..
ثم كتب مقدمة الكتاب الأسير البطل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية من خلف القضبان في معتقل ” أوهالي كيدار” الصهيوني، و سربه من هناك و أرسله لنا…
أيضاً كان للدكتور ماهر الطاهر دور مهم و حيوي في إنجاز الكتاب، خاصة في مراحله الأخيرة.
في هذا الكتاب ضمنتُ أول محاولة روائية أدبية لي بعنوان ” مشاكس من عرابه ” ، و هي تحكي قصة حياة أبي علي في صفحات قليلة بلغة روائية، كما نُشرت عشرات المساهمات من قادة و رفاق له.
منذ البداية، كانت الفكرة الأساسية هي ألا نمجد و نكيل المديح و الخطاب المجاني الصارخ في أبي علي ومناقبه و صفاته على الطريقة العربية، بل نقدمه كما هو، و هو ليس بحاجة لتملقنا و تفخيمنا كي يبدو عظيماً، فقد حفر الرجل في الذاكرة الفلسطينية صورة له، تحظى باحترام كافة أبناء الشعب قبل فصائله أو رفاقه و أصدقائه و معارفه، و عند معارضيه قبل مؤيديه.
أما أنا فسوف أفشي سراً، و هو أنني- إلى جانب الشعر و الفن – ألفت و أعددتُ سبعة كتب في السياسة، و لا يشرفني و لا يسعدني أكثر من أن يكون اسمي على كتاب ” في عين العاصفة”، فأبو علي مصطفى هو وثيقة شرف بحد ذاته، إن في حياته، أو في استشهاده، أو في ذكراه.