مطبخ شارون السياسي يوجه رسالة للقيادات الفلسطينية والجبهة الشعبية ترد بقتل مستوطن
لندن: علي الصالح تل أبيب: نظير مجلي غزة: صالح النعامي وعبد الله عيسى
صعدت اسرائيل امس وتيرة عمليات الاغتيال السياسي ورفعت مستوى اهداف هذه السياسة باغتيال ابو علي مصطفى، الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. واتخذ قرار العملية في جلسة مغلقة، عقدت الليلة الماضية، للمطبخ السياسي في حكومة آرييل شارون الذي يشارك فيه وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والمالية ورئيس الاركان ورؤساء المخابرات والاستخبارات. وقد قطع شارون اجازته لرئاسة هذه الجلسة.
وتعتبر هذه العملية التي نفذتها طائرتان مروحيتان اسرائيليتان مستخدمتين صاروخين من طراز «هيل فاير» الاميركيين الذكيين، رسالة واضحة للقيادة السياسية الفلسطينية، مفادها ان اسرائيل لن تقف عند حد ما في محاولاتها لاخماد الانتفاضة. واعتبرتها مصادر فلسطينية فاتحة لمسلسل اغتيال القيادات السياسية الفلسطينية.
ورفعت اسرائيل بعد هذه العملية مستوى حالة التأهب في مدنها وفي المستوطنات ومحيطها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشددت الحراسة على الوزراء كما شملت الحراسة المشددة اعضاء الكنيست وبيوتهم والمؤسسات والمرافق الاميركية في اسرائيل، وسط تهديدات من جميع الفصائل الفلسطينية بالانتقام لاغتيال ابو علي مصطفى الذي يحظى بالاحترام في جميع الاوساط الفلسطينية. اما السلطة الفلسطينية فقد اعلنت الحداد لمدة 3 ايام. وقالت في بيان لها ان اسرائيل باغتيال ابو علي مصطفى «فتحت أبواب حربها الشاملة على مصراعيها من دون وازع وبلا محرمات أو خطوط حمراء، ضاربة عرض الحائط بإدانة المجتمع الدولي». واستقبلت الجريمة بتنديد عربي ودولي قادته فرنسا بوصف الجريمة بانها عمل خطير.
واستخدمت اسرائيل في عملية اغتيال ابو علي مصطفى، نفس الاسلوب الذي استخدمته في اغتيال اثنين من قادة «حماس» في نابلس اواخر يوليو (تموز) الماضي. وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان المروحيتين وهما من طراز «اباتشي» الاميركية الصنع اطلقتا في 15:11 من صباح امس صاروخين على مكتب ابو علي مصطفى الواقع في شقة في الطابق الثالث من عمارة تقع عند التقاء شارع التحرير مع شارع المبعدين، خلف مبنى محافظة رام الله. ونفذ احد الصاروخين من النافذة الشرقية للشقة، في حين نفذ الصاروخ الثاني من النافذة الشمالية للشقة ليتقاطعا عند الكرسي الذي كان ابو علي مصطفى يجلس عليه في مكتبه، ليضمنا قتله فورا.
وجاء مقتل ابو علي وهو ارفع شخصية سياسية فلسطينية تغتالها اسرائيل منذ اندلاع انتفاضة الاقصى التي تدخل اليوم شهرها الثاني عشر، كما قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ردا على مقتل 6 اسرائيليين في غضون الايام الثلاثة الماضية، «بينهم 3 عسكريين في غزة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان الضربة التي كان مفروضا ان توجه للجبهة الديمقراطية التي تقف وراء عملية غزة التي هزت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، وجهت للجبهة الشعبية لعلمها ان كوادر الديمقراطية وقياداتها كانوا في حالة استنفار». واضافت المصادر «ان هذا تكتيك عمدت اسرائيل على اتباعه بحيث توجه الضربة بعد كل عملية الى فصيل آخر».