بعد ساعات من قطع رئيس وزراء دولة الارهاب ارييل شارون اجازته وترؤس اجتماع أمني طارئ أقدمت مروحيات جيشه الأمريكية على اغتيال أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه برام الله وهو أرفع مسئول فلسطيني يستهدفه الارهاب الشاروني، وتوعدت الجبهة بالانتقام له بالقتال داخل وخارج فلسطين، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية ان اسرائيل فتحت أبواب الجحيم عليها في حين حذرت الأردن من أن هذا العمل العدواني الغادر سيقود إلى المزيد من التدهور. وأعلنت اسرائيل أمس في بيان «تصفية» الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقال الجيش الاسرائيلي انه شن «غارة على المقر العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اجل تصفية ابو علي مصطفى». واضاف البيان انه «خلافا للوعود التي قطعها، واصل (ابو علي مصطفى) نشاطاته الارهابية وكان مسئولا عن العديد من الاعتداءات على اسرائيل». وقال مسئول في الجبهة الشعبية ان مصطفى استشهد اثر سقوط صاروخين على الاقل على مكتبه بالطابق الرابع من مبنى في رام الله بالضفة الغربية على مسافة ليست ببعيدة من مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال شهود فلسطينيون في مكان الحادث ان طائرات هليكوبتر حلقت فوق المنطقة قبل ان تطلق صاروخين عبر نافذة مكتب مصطفى. وقال مسئول الجبهة لرويترز ان مصطفي كان بمكتبه عند سقوط الصاروخين. واصيب في الهجوم الذي استهدف بناية سكنية تضم مكتب ابو علي، ثلاثة اشخاص اخرين. وقال خليل عوارثة الذي كان يعمل بورشته خارج المبنى «شاهدت صاروخا من الجهة الشرقية يخترق البناية بعدها صعدت واخرين الى مكتب ابو علي مصطفى فوجدناه راقدا على مكتبه وقد تفحم تماما ونقلناه الى المستشفى» حيث اعلنت وفاته. واصيب مرافقا مصطفى في الهجوم لكن اصابتهما خفيفة واصيب كذلك سائق جرافة بشظايا بينما كان يمر قرب المبنى. السلطة: أبواب الجحيم فتحت واتهم نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اسرائيل بانها تجاوزت كل الخطوط الحمراء باغتيال ابو علي مصطفى في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية. وقال ابو ردينة في حديث لوكالة فرانس برس «هذا تطور جديد في عدوان اسرائيل ومرحلة خطيرة جدا تجاوزت كل الخطوط الحمراء». واضاف أن «اسرائيل ترتكب جريمتها مستغلة الصمت الامريكي والتصريحات الامريكية غير المسئولة». وقال ياسر عبد ربه وزير الثقافة والاعلام في السلطة الفلسطينية ان اسرائيل «كسرت كل الحواجز واخترقت كل الخطوط الحمراء ولا يمكن مقارنة هذه الجريمة بأي شيء فلا سابق لها». وأكد عبد ربه ان «هذا خرق لكل الحواجز من حكومة الاحتلال الاسرائيلي ولذلك فان نتائجه ومضاعفاته خطيرة للغاية ويتحمل مسئوليتها كل اعضاء حكومة شارون الذين صادقوا على قرار الاغتيال». وأكد في تصريح لراديو صوت فلسطين ان اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لهذه الجريمة. وقال ان أبوعلي مصطفى هو بالنسبة للفلسطينيين «أبو جهاد الثاني».. في إشارة إلى الشهيد خليل الوزير القائد العسكري الراحل لحركة فتح الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي في مكتبه بتونس ابان الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وأكد أحمد عبدالرحمن أمين عام مجلس السلطة الوطنية الفلسطينية ان جريمة شارون باغتيال أبو علي مصطفى لن تذهب هدرا. وقال في تصريح لراديو صوت فلسطين «انها جريمة لا تعادلها جريمة وقد فتحت الصراع على مصراعيه». وقال صائب عريقات وزير الادارة المحلية ان في هذا تجاوز لكل الخطوط الحمراء. وقال لرويترز ان ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل يفتح ابواب الجحيم ووصف زعيم الجبهة الشعبية بانه زعيم سياسي فلسطيني بارز وحمل الحكومة الاسرائيلية مسئولية هذا العمل الارهابي. الشعبية تتوعد وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي حسن الذي يتولى أيضا مسئولية الجبهة في مخيمات جنوب لبنان للصحفيين «سنواصل المسيرة التي سقط من أجلها أبو علي مصطفى قتالا داخل وخارج فلسطين». وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي والمتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لرويترز ان الجبهة ستقوم بتصعيد عملياتها العسكرية ضد اسرائيل. وقال الطاهر ان دم مصطفى غال وان الجبهة سترد على هذه «الجريمة» على نحو اكبر مشيرا الى ان اسرائيل ستدفع ثمنا غاليا عن اغتياله. وقال ابو علي حسن ردا على سؤال عما اذا كان يعتبر عودة ابو علي مصطفى الى فلسطين في العام الماضي قرارا صائبا «كان قرارا صحيحا من الجبهة الشعبية بدخول ابو علي مصطفى الى فلسطين ليشكل قيادة ميدانية جديدة لتصعيد الانتفاضة ضد الاحتلال وهو نفذ هذا القرار بكل قناعة سياسية». واضاف «ليس غريبا ان يسقط ابو علي مصطفى في مقدمة صفوف شعبنا وانتفاضتنا التي تؤكد انها ستستمر حتى اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة». وكان ابو علي حسن يتحدث مع الصحفيين في مقر الجبهة الشعبية في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا الساحلية الجنوبية في الوقت الذي كان مقاتلون من الجبهة يشاهدون والوجوم على وجوههم اجهزة التلفزيزن وهي تعرض مشاهد للمبنى الذي استشهد فيه ابو علي مصطفى. الأردن: المزيد من التدهور وقال وزير الاعلام الاردني صالح القلاب في تصريح لفرانس برس في مكالمة هاتفية من السعودية حيث يشارك في اجتماع وزاري عربي ان «الاردن حكومة وشعبا يستنكر هذا العمل العدواني الغادر الذي يأتي في اطار التصعيد المستمر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته والذي لن يؤدي الا الى المزيد من اراقة الدماء والعنف في المنطقة». واضاف القلاب في تصريحه الذي جاء بعد وقت قليل من استشهاد ابو علي مصطفى «على اسرائيل ان تتوقف عن هذه الاساليب المرفوضة سياسيا وانسانيا والتي لا تلجأ اليها الا الدول المتمردة على الاعراف والقوانين الدولية» واعتبر ان «هذه الحادثة الفظيعة ستؤدي الى المزيد من التدهور والى مزيد من ردود الافعال العنيفة». وشدد القلاب على ان «الاردن يطالب مجددا المجتمع الدولي والدول الكبرى المؤثرة بالضغط على اسرائيل ضغطا حقيقيا وفعالا لوضع حد لهذا العنف المنفلت». وقال الوزير ان «الاردن حكومة وشعبا يتوجه الى الاخوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والى القيادة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات بأحر التعازي والمواساة كما ان حكومة المملكة الاردنية الهاشمية تؤكد ان الاردن سيبقى داعما ومساندا للشعب الفلسطيني الى ان ينال حقوقه الوطنية ويقرر مصيره ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس». الوكالات