في الذكرى الرابعة عشر لرحيل قمر الشهداء

أبو علي مصطفى “مصطفى الزبري “العهد هو العهد “

تمر علينا ذكرى رحيل قمر شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة ,الشهيد مصطفى علي  الزبري “ابو علي مصطفى”, الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ,انه  المصطفى المختار  الذي جلجل حضوره الوطني  الواعي ,الواثق,النابض بحلم الحرية والتحرر والانعتاق كافة    ساحات  الكفاح والنضال الفلسطيني في الارض المحتلة والشتات  ,وأرعب هدير صوته ,ورجاحة عقله ,وتدبيره ’وحرصه ,وثباته ,على الهوية والوحدة والمقاومة  ,  كل أركان مخابرات وساسات  العدو الغاصب الجبان واعوانه الانذال  , انه “أبو علي ” وأبا علياً من العلاء والعلو ,اتخذ مكانته ومقامه ,بين شعبه وفقرائه ومعذبيه ومحروميه ,دافع وقاتل بشراسة لهم وعنهم وبهم ,, بعنفوان, وبأقتدار وبلا مواربة  ,ب شراسة  القائد وتواضعه  وبساطته وطيبة قلبه ,وبقوة المنطق, والحق, والايمان النابت المغروس كزيتونة اصيلة ,حمل هموم الوطن ,وعاد مرفوعا ً على لحلم ناجز,و بجناحيين محلقيين كنسر شامخ في علياء الوطن ,لم يكن مترفاً ناعم اليدين ,بل كان خشنا ً صنديداً , ,قاطباً جبينه على بوابة الوطن ,ليفتحها ,بصلابة الموقف ,وقوة الحضور , مؤشراً باصبعه كثائر عاد “ليقاتل ويقاوم ,وليس ليصالح ويسامح ويساوم ” ,لم يرق للجبناء,الانذال ,للاعداء ,للمنافقين ,لم يرق لهم  هذا المصطفى بتاتاً ,فظلت طيور الظلام وخفافيش الليل تلاحقه في كل مكان ,لم يكن المصطفى جباناً للحد الذي يخفي فيه نفسه خلف شعارات رنانة بلا عناوين واستحقاقات . ,لم يعرف فن التاتاة ,ولا فن التحريف , بل واجه الكل ,صارح الكل ,خاطب الكل ,اغضب الكل ,ارضى شعبه ,ارضة ضميرة

ان قرار اغتيال رجلا قائدا,حليما ,صبوراً  ,مدبرا , ً ,بحجم المصطفى “ابا  علي ” لم يكن قراراً عادياً وبسيطاً ,لقد احتاج هذا القرار الجبان الخسيء , لايام طويلة وشاقة ومضنية  ,هذا العدو الصهيوني يعلم ان فعلته الجبانة  ,ستفك  مربط  فرس  الوحدة , وستشتت معقل العقلاء ,وهو مجلس المصطفى “,ابا علي” ,لذلك لم يبخل على نفسه بنشوة الانتصار والتلذذ وهو يسمع هدير الطائرات ,تشرذم الوطن ,وتفتت ما تبقى لنا من كرامة ,وتفكك حلقتنا المركزية  في المقاومة ,وتشطر الضفة عن غزة ,هو يعلم علم اليقين وليس علم الشك .علم النص وليس علم الظن , ان المسبحة تحتاج ان نفك خرزتها الاولى ,لكي تكر وتفر فرادا ونفيراً .

تمر الذكرى الاليمة  ,وشعبنا وقضيتنا الفلسطينية تنزلق بتسارع الى اقصى حد ممكن من الانهيار  , والخطر والضياع والتشرذم ,والتشتت ,للحد الذي جعل منها ورقة بالية,مخروقة ومخترقة , , تتلاعب بها وتقفز عليها  كل الأطراف العربية, والاقليمية, والدولية لصالح اجنداتهم وبرامجهم ومشاريعهم  ومخططاتهم الاستراتيجية القائمة على تقسيم وتفتيت المنطقة والزج بشعوبها ومقدراتها في اتون حروب وصراعات وتناقضات تناحرية تهدف الى اعادة توزيع الثروات والسيادة  والشعوب بما يحقق رفاهيتهم ورفاهية شعوبهم,و بما  يتناغم مع رؤية النظام ال رأس مالي العالمي المسيطر على مفاعيل ومشتملات الانطمة والتيارات والحركات  المتحكمة في مصير تلك الشعوب  , وعلى حسابها كشعوب    فقيرة ومقهورة ,بلا حيلة ولا وسيلة للدفاع عن نفسها ,ومنه ولا ينفصل عنه شعبنا الفلسطيني , من خلال المخطط الاجرامي المحبوك,الا وهو  الانقسام البغيض بين حركتي فتح وحماس , ومفرزاته  الفئوية المقيتة والتي افضت الى تقسيم وتفتيت وتشيء واذلال النضال الوطني و القضية والشعب الفلسطيني وزجه في أتون مهاترات سياسية مراهقة ومشاريع تصفوية يطرحها كلا  الطرفين المتناحرين  على شبه فتات ,دولة مسخ ,بلا ملامح ولا وجود ,دولة  اقصى طموحها ان تبقى  حارساً مخلصاً ,يحمي  أمن وأقتصاد وحياة  ووجود الكيان الصهيوني المحتل الغاصب ,مدعومين بحماية ودعم مالي ولوجستي عربي وغربي واميركي  مباشر ,وصهيوني غير مباشر يراقب عن مسافة صفر ما ستؤل اليه الاوضاع بعد ان احكم قبضته على الحركة الوطنية الفلسطينية وحولها من حركات تحرر وطني الى  اركوزات مصلحية , وجماعات مرتزقة  ومسترزقة  من النضال ومفاعيله , على حساب هذا الشعب المقهور  النازف .

,ان الطرفين المتناحرين ,فتح وحماس,  يمثلان على أرض الواقع أكبر قوتين سياسيتن وعسكريتين واقتصاديتين في كل من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة المحتليين ,وأيضا الخارج من خلال نفوذهما كسلطة فلسطينية  وقبولهما بهذا الدور  ,  وبالتالي هما من يتحملان مسؤلية كاملة غير منقوصة سواء   بوعي او بدون وعي ,لهذا الواقع المزري والمخزي والمحزن  وطنياً , وكفاحياً وسياسياً , وأجتماعياً  وثقافياً,والذي غاب فيه الحسيب والرقيب والعاقل والمؤثر ,بفعله فاعل  ,بجريمة لا بل بجرائم  , ولن نغييب مسؤلية ودور القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية ,والتي لولا سكوتها ,وتشتتها ,وغيابها عن الساحة   ,وضعف قدرتها على خلق تيار وطني جامع , يكبح جماح تلك القوى ويعيد تصويب مسارها ,لما تغولت تلك القوى في مصير قضية باكملها.

ان حساب المصالح الفئوي,والرهان على المزيد من سفك دماء شعبنا لحضد مزيدا من الضنك السياسي والوطني  , لم يعد مقبولاً بالمطلق ,انصافاً لمئات الاف الشهداء والجرحى والاسرى وعذابات ذويهم , انصافاً  لجيل من الشباب يتلوى على مذبح الفرقة والانقسام والفساد والتواطؤ,انصافا ً لتاريخ سيكتبه اطفالنا ذات مستقبل ,تاريخ يرفعون به رؤسهم عالياً , ,لم يعد مقبولا ان نصمت ,وعلينا جميعا ان ندرك ونتعلم من تجارب الاخرين ,الضغط يولد الانفجار ,والقهر يولد الثورة ,فأما ان نصحو جميعا ,ونتداعى الى حوار وطني ديمقراطي  متحضر , شامل وجماعي و مفتوح على أرضية فلسطين اولاً ,مستقبلنا اولا ً , ,يعالج كل قضايانا ويعيد تصويب هدفنا ,و طريقنا و بندقيتنا و بوصلتنا   , قاطعين بذلك  الطريق على كل اولئك الذين يراهنون على جعل الصهيونية جزء لا يتجزأ من منطومة المنطقة ,ذلك الجسم الغريب , المشوه, الذي يراد لنا ان نراه جميلا ,فان لم نفعل ف لننتظر الضياع الابدي ,والتيه الفلسطيني في اصقاع الأرض  دون رجعة ,,وبذلك نكون قد  تبرعنا  جميعا وطوعا ً وبلا استثناء ,بوطننا ,وشعبنا ,وقضيتنا ,بلا ثمن ,لتنتصر الصهيونية الحمقاء  وتحقق اهدافها وشعاراتها التاريخية  “,أرض بلا شعب ,لشعب بلا أرض” .

المجد للشهداء

حتما لمنتصرون

ماري \فلسطين المحتلة \2015